وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة: تجديد الخطاب الديني من لوازم العصر| حوار

 الدكتور سيد مسعد
الدكتور سيد مسعد

حوار: عامر نفادى

أكد الدكتور سيد مسعد وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة، أن سياسات وزير الأوقاف نجحت فى إحداث طفرة غير مسبوقة فى تاريخ الوزارة، بفضل جهوده التى تواكب تطلعات الجمهورية الجديدة، مشيرًا إلى أن إمام الأوقاف أصبح الآن محط أنظار العالم بفضل حسن اختياره والعناية به ماديا ومعنوياً وعلمياً وتثقيفياً، كما أن الخطة التى وضعتها الوزارة للارتقاء بمستواه انتجت جيلاً من العلماء القادرين على مواجهة التطرف والإلحاد، الأمر الذى جعل جمهور المساجد يتهافت عليهم لسماع الخطب والدروس ومجالس الإفتاء.

وأكد وكيل الوزارة أن تجديد الخطاب الدينى من لوازم العصر وهى قضية جوهرية كان لابد من طرق بابها، وهو الأمر الذى نجحت فيه الوزارة بامتياز بفضل جهود وزيرها الذى يعى تماما أهمية الثوابت والحفاظ عليها، فأنتجت خطاباً عصرياً يناسب الزمان والمكان الذى نحن فيه الآن.

 وأضاف أن مديرية أوقاف الجيزة نجحت فى إحكام السيطرة على جميع مساجد المديرية، وتواصل العمل ليل نهار لنشر الفكر الوسطى المعتدل ومحاربة التطرف بما يتسق مع عقلية وفكر ونمط كل بيئة، وهى تراعى فى الوصول إلى أهدافها سياسات الوزارة الدعوية، كما تولى اهتماماً بالغاً بالأماكن التى كانت مصدر قلق فى الماضى من خلال إرسال القوافل الدعوية وإحكام السيطرة على عقول الشباب والأطفال والنساء من الشبهات المناوئة للدين والوطن وإبراز سماحة ووسطية الدين الحنيف.
وإلى نص الحوار.

 كيف تقيم سياسات وزير الأوقاف، وهل ترى أنها نجحت بالفعل فى إحداث طفرة لم تحدث من قبل فى تاريخ الوزارة؟

فى البداية لابد من تقديم الشكر وعظيم الامتنان إلى معالى وزير الأوقاف على جهوده العظيمة فى خدمة الدين والوطن.

من المحلية للعالمية

وإذا كان لى من إلقاء الضوء على سياسات معالى الوزير، فأقول: إنه بحق صاحب همة عالية ورؤية ثاقبة وجهد عظيم إذ استطاع أن ينتقل بالوزارة إلى عوالم النور ومن المحلية إلى العالمية، فأحدث طفرة لم تحدث فى تاريخ الوزارة من قبل حتى صار الافتخار بالانتساب إليها سمة بارزة فى كل واد وفى كل ناد، ومن هذه الطفرات:

إعادة هيكلة الكيان الإدارى للوزارة بما يتسق مع تطلعات الجمهورية الجديدة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فنظم ضم المساجد والعمالة عليها، وانتقل بها من عالم الفوضى والمحاباة والمجاملة إلى عالم منضبط، أسسه حسن اختيار الكفاءات والكوادر المناسبة لبيوت الله تعالى.

كما اهتم بالإمام باعتباره مشعل النور فى المجتمع، فوضع لاختيار الأئمة الجدد معايير وضوابط لا يحققها إلا العالم الموسوعى الذى تفتخر به وزارة الأوقاف.

وإلى جانب ذلك حرص أيضا على إلحاق الأئمة والإداريين والمفتشين ومديرى الإدارات والقيادات الوسطى بالدورات المتكاملة المتخصصة فى جميع نواحى العلوم على المستوى الإدارى والدعوى على أيدى متخصصين فى جميع المجالات ليواكبوا الواقعية والتطور والرقمنة فى الجمهورية الجديدة.

واه‍تم كذلك بوضع سياسات جديدة تتسق مع واقعنا المعاصر فى الجمهورية الجديدة والتى تخدم الدين والوطن، والتى منها: تفعيل دورة أكاديمية الأوقاف الدولية، والتى لم يقتصر دورها على الرقى بمستوى الإمام المحلي، بل انطلقت إلى العالمية، ومنها: اختيار أفضل الواعظات المتطوعات والذى أصبح له أعظم الأثر الطيب على المجتمع، ومنها: مشروع صكوك الأضاحى وصكوك الإطعام الذى يخدم آلاف الأسر على مدار العام بالطريقة التى تتناسب مع كرامة الفقير والمحتاج، ومنها: إنشاء المراكز الإسلامية ومراكز محفظى القرآن الكريم التى تهتم بتعليم الفكر الوسطى المعتدل لطلاب العلم فى ربوع مصر المحروسة، ومنها: الانطلاق فى سماء الدعوة الإسلامية بوسائل جديدة ومبتكرة ومستحدثة بما يتسق مع واقعنا المعاصر.
كل هذا وغيره يدل دلالة قاطعة على عقلية راجحة وعمل دءوب وجهد منقطع النظير لمعالى وزير الأوقاف الذى نسعى جاهدين لمسايرة طموحاته فى جعل وزارة الأوقاف مشعل نور وهداية لا لمصر وحدها بل للعالم أجمع.

 بعد الخطوات العديدة التى اتخذتها الوزارة لرفع مستوى الإمام، كيف تقيم مستقبله؟ وهل ترى أنه أصبح قادراً على مواجهة التطرف، واقناع الجمهور بخطابه؟

 لقد أصبح الإمام والخطيب فى عهد معالى وزير الأوقاف محط أنظار العالم كله، إذ أصبح عالماً متكاملاً ونموذجاً فى الوسيطة والاعتدال بما يتسق مع جمال وجلال شرعنا الحنيف.

فحسن اختياره من البداية بما يشتمل عليه من مؤهلات وقدرات، وحسن عنايته ورعايته المادية والمعنوية والعلمية والتثقيفية بشكل دورى والتى تتمثل فى الدورات العلمية والمهارية والمعرفية والتكنولوجية والمسابقات المتخصصة فى شتى العلوم والمعارف كالإمام المتميز والمجدد وقادة الفكر والايفاد الدائم وايفاد شهر رمضان التى لايحصل عليها إلا بعد اجتيازه للعديد من الاختبارات المتخصصة، كل ذلك أنتج جيلاً من العلماء القادرين على مواجهة التطرف والإلحاد، وتتهافت عليهم الجماهير فى المساجد لسماع الخطب ودروس العلم ومجالس الإفتاء والدروس المنهجية، كما أنهم أصبحوا محط أنظار وأمان أولياء الأمور الذين يقبلون بأولادهم على البرامج التثقيفية للأطفال بالمساجد لما تقدمه لهم من برامج متكاملة فى الأخلاقيات والمعارف وتحفيظهم القرآن الكريم وتعليمهم سيرة وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم بمنهج وسطى معتدل.

محاربة الإرهاب

 ما دور مديرية أوقاف الجيزة فى محاربة الإرهاب والتطرف؟ وكيف تعاملت مع بعض الأماكن التى شهدت أحداثا ساخنة مثل كرداسة وبعض الأماكن التى اتخذها الإرهاب معقلا له فى وقت سابق؟

مديرية أوقاف الجيزة مترامية الأطراف ويحدها 11 محافظة، وفيها الحضر وفيها البدو وفيها الريف، وأنماط الحياة فيها مختلفة، وطرائق المعيشة فيها متفاوتة، لذا تحتاج منا دائما لبذل المزيد من الجهد والعمل المتواصل بالليل والنهار لنشر الفكر الوسطى المعتدل ومحاربة الإرهاب والتشدد والتطرف بما يتسق مع عقلية وفكر ونمط كل بيئة.

لذا تراعى المديرية الوصول إلى أهدافها عن طريق الاستفادة القصوى من سياسات الوزارة الدعوية، فتراعى مثلا حسن اختيار مديرى الإدارات الفرعية والمفتشين وأئمة المساجد الكبرى، وتسيطر سيطرة كاملة على جميع المساجد والزوايا، ولا تمكن من المنبر إلا من كان أهلا له، وله من الموافقات المطلوبة ما يطمئن له العمل الإدارى والدعوى وذلك مراعاة لحفظ الدين والوطن.

كما تقف المديرية بالمرصاد لكل من تسول له نفسه بصعود المنبر أو بأداء درس أو خاطرة بشكل مخالف، وتتخذ حياله كافة الإجراءات اللازمة .

وتولى المديرية اهتماماً بالغاً بالأماكن التى كانت مصدر قلق فى الماضى حتى لا ينتج الأرهاب نفسه مرة أخرى من جديد، فتقوم المديرية بإرسال القوافل الدعوية لتلك الأماكن، مع الحرص على الانتشار الواسع وإحكام السيطرة على تلابيب عقول الشباب والاطفال والنساء، والعمل على تفتيت الشبهات المناوئة للدين والوطن، وإبراز سماحة ووسطية الإسلام فى الخطب ودروس الرجال ودروس السيدات، والاهتمام البالغ بالمحافظة على عقول الأطفال فى البرنامج التثقيفى للطفل، وتوزيع المجلات والهديا التى تدعم الفكر الوسطى وتحارب التطرف وتحافظ على الوطن ومقدراته.

وتحرص المديرية دائما على مد يدها إلى كافة المديريات الإقليمية كالتربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة والمجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للسكان والكنيسة لتنسيق العمل الميدانى للوصول إلى كل الأطياف والعقول فى المدارس ومراكز الشباب وقصور الثقافة لاستئصال الفكر المتطرف من جذوره ونشر مبادئ الوسطية والاعتدال واحترام الآخر وغرس قيم المواطنة والتعايش السلمى فى كل الميادين.

البرامج والأنشطة

هل حققت البرامج والأنشطة القرآنية النجاح المتوقع منها؟ وكيف تفاعل الجمهور معها؟

 استحدثت وزارة الأوقاف العديد والعديد من البرامج الدعوية والقرآنية بما يتناسب مع الواقع المعاصر الذى تتطلبه الدعوة

فاستحدثت العديد من البرامج فى المساجد الكبرى مثل: البرنامج الصيفى "البرنامج التثقيفي" في 256 مسجداً، ومجالس الإفتاء فى 16 مسجداً للرجال والنساء، ومجالس الإقراء لعلماء جامعة الأزهر فى 5 مساجد، والدروس المنهجية للأئمة فى 60 مسجداً، ومقارئ الجمهور فى 117 مسجداً، ومقارئ الاعضاء فى 33 مسجداً، ومقارئ الجمهور للسيدات فى مسجد جامع، ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم وعددها 24 مكتبا، ومجالس الإقراء على كبار القراء فى 3 مساجد، وغيرها الكثير من تلك البرامج.

مع العلم أن كل هذه الأنشطة لاقت اقبالا منقطع النظير من الجماهير المختلفة التى وجدت فيها بغيتها ومرادها وأمنت فيها القلوب والعقول وأمن فيها الرجال على عقول الزوجات والأولاد.

وخير دليل على ذلك هو الزخم الكبير وكثرة الأعداد المترددة على تلك البرامج المختلفة وثنائهم المستمر عليها، ومطالبتهم بالتوسع فى انتشارها، ومحافظتهم على الالتحاق بها والمواظبة عليها.

 من وجهة نظركم ما الذى يجب أن يتم تجديده فى الخطاب الديني، وهل الخطبة الموحدة من وسائل تجديد الخطاب الدينى؟

تجديد الخطاب الدينى هى قضية لازمة من لوازم العصر، وفيها اتساق مع جوهر الدين لأن دين الله صالح ومصلح لكل زمان ولكل مكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وإذا قصرنا فى ذلك نكون لزاما مقصرين فى حق ديننا الذى فتح أمامنا باب الاجتهاد.

وهذه القضية الجوهرية كان لابد لها من رائد وقائد مفكر، ورائدها وقائدها فى هذا الزمان هو معالى وزير الأوقاف الذى يعى تماما أهمية الثوابت وضرورة المحافظة عليها، ويعلم المتغيرات والمستحدثات وضرورة اللحاق بها والتعامل معها تطبيقاً لمنهج الإسلام، فنجد الوزير يهتم بهذه القضية ويوليها اهتماماً بالغاً فى جميع النواحى كالمؤلفات والموسوعات والإصدارات والخطب والدروس وغيرها.

ومن كتاباته: الفهم المقاصدى للسنة، وكتاب: مفاهيم يجب أن تصحح، وغيرها كثير، والجميع يسهل عليه الوصول إليها عن طريق صفحات الوزارة المختلفة مقروءة ومسموعة ومشاهدة.

ومن وسائل تجديد الخطاب الديني: الخطبة الموحدة التى يضعها نخبة متخصصة فى كافة المجالات كعلماء الاجتماع والنفس والفقه واللغة وتتناسب كيفاً وكماً مع واقعنا المعاصر، وتقطع الطريق على دعاة الفتنة والمتطرفين ودعاة التشدد ومروجى الشائعات، وهى بأى حال من الأحوال لاتتناسب مع المتطرفين ولا الجامدين.

 ما هى خطة المديرية لاستقبال شهر رمضان، وهل هناك نية لتطبيق بعض الإجراءات والتدابير على صلاتى التهجد والتراويح؟

مديرية أوقاف الجيزة تطبق منهج الوزارة فى استقبال شهر رمضان بعمارة المساجد مبنى ومعنى، حيث يتم تجهيزها بكل ما تحتاج إليه مع الاستمرار فى نظافتها بما يتلاءم مع استقبال أعداد روادها فى صلاة الجماعة والقيام والتهجد، واستعداد الأئمة لصلاة القيام والتراويح واختيار أفضل النماذج لصلاة التهجد.

مع تنفيذ حزمة من البرامج الرمضانية كالدروس والخواطر التى تتسق مع جمال وجلال شهر رمضان المبارك، وتجهيز ساحات الاعياد مبكرا وإعداد قوائم بالمصرح لهم بالخطابة فيها.

ما هى رسالتك للسادة الأئمة وللشباب خاصة؟

أقول لزملائى الأئمة أنتم دعاة إلى الله تعالى وأصحاب رسالة عظيمة: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إننى من المسلمين"، فأنصحكم أن تجتهدوا فى دعوتكم وأن تخلصوا فى رسالتكم فأنتم ورثة الأنبياء، وعليكم واجب كبير تجاه دينكم ووطنكم، فعليكم بتحصل العلم من منابعه الصحيحة، فاجتهدوا فى الالتحاق بدورات وزارتكم والمشاركة فى برامجها والاستفادة من كل ما تقدمه الوزارة فى شتى العلوم والمعارف، وتابع دائما مواقع الوزارة لتتعرف على كل جديد، وشارك فى المسابقات التى تقدمها لك الوزارة اغرس فى قلوب الناس حب دينك الوسطى الذى يدعو إلى السماحة والتعاون والتعايش السلمى بين أطرف المجتمع، واغرس فى قلوب الشباب والاطفال حب الوطن وضرورة المحافظة عليه وعلى مقدراته.

ولا تكن كالشمعة تضئ لغيرها وتحترق هي، فاجعل بينك وبين الله علاقة طيبة واجتهد فى عباداتك ومراجعة القرآن الكريم، ولاتكن ممن يأمر الله بالخير ولا يأتيه، ولا تكن ممن ينهى الناس عن المنكر ويأتيه، وكن نموذجا طيبا لدينك ووطنك، واجعل الناس ترى فيك أخلاق الإسلام

ورسالتى للشباب خاصة:

أعلم أن هذه المرحلة هى أفضل مراحل حياتك، فاغتنمها واجتهد فيها من التحصيل العلمى والدراسى والمهنى والوظيفى، واعلم أنك مسئول عنها أمام الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يحفظكم ويرعاكم وأن يحفظ أئمتنا وولاة أمورنا وأن يحفظ بلدنا وأن يجعلها فى ضمانه وأمانه إلى يوم الدين.

أقرأ أيضا: وزير الأوقاف ومحافظ الجيزة يفتتحان مسجد العتيق بالصف | صور